إعلان الرئيسية العرض كامل

إعلان أعلي المقال


الادمان على الانترنت

الاكتساح مدخل للادمان على الانترنت :


اكتسح الحاسوب و الانترنت و كل ما له علاقة بما يعرف بالتكنولوجيا الرقمية العالم... و أصبح من النادر أن تجد شخصا ما لا علاقة مباشرة له بهذا الميدان، و قد نعتبره خارجا عن سياق التاريخ و العصر. و الجدول أسفله يوضح مستوى هذا الاكتساح الذي لا يميز بين العرق أو الدين أو حتى المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي... تقريبا، الكل منخرط حتى النخاع في هذا الطوفان المعلوماتي.... و هذا بالمناسبة ليس (دائما) أمرا سيئا....


عدد السكان
مستعملو الأنترنت
مستعملو فايسبوك
المغرب
33 مليون
20 مليون (60 %)
10 ملايين
السعودية
28 مليون
18.3 (66 %)
12 مليون
مصر
88.5 مليون
48.3 مليون (55 %)
27 مليون
الجزائر
40 مليون
11 مليون (28 %)
11 مليون
الولايات المتحدة
321.4 مليون
281 مليون (87.5 %)
192 مليون
فرنسا
66 مليون
55.5 مليون (84 %)
32 مليون
الصين
1.4 مليار
674 مليون (49.5 %)
1.9 مليون !!

و تختلف طرق تعامل الناس مع مثل هذه العادات الكونية باختلاف سنهم و جنسهم و طبائعهم و عاداتهم... إلخ. و غالبا ما نجد عينة تجد مشكلة في التعامل مع هكذا ظواهر، بل و تتطرف في التعامل معها... الذي قد يكون من متجلياته ما يعرف الإدمان.

أشكال الادمان على الانترنت :


محاضرة في موضوع الادمان على الانترنت تم القاؤها في الثنوية التأهيلية باجة بمدينة ابن أحمد المزابية - الجزء الأول -

الإدمان على وسائل التكنولوجيا الحديثة أو الادمان الافتراضي أو إدمان الإنترنت هو بالأساس إدمان سلوكي و شيئا ما نفسي، كما أنه لا يخص الانترنت و تصفح المواقع فقط، بل المصطلح يتجاوز هذا المفهوم ليشمل مجالات أخرى كالإدمان على الألعاب الالكترونية و ألعاب القمار الافتراضية، و خصوصا إدمان مشاهدة الأفلام الاباحية و غير الاباحية و الشات إلى كل ما يتعلق من قريب أو بعيد باستعمال أدوات المعلوميات سواء كانت الوسيلة حاسوب أو أجهزة الألعاب الالكترونية أو الهواتف الذكية أو الألواح...إلخ.

وسائل ادمان الانترنت

السؤال المطروح هو متى نتكلم عن الإدمان في هذه الحالات : لأن الأمر لا يتعلق فقط بالوقت التي يستغرقه الفرد في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة حتى نتكلم عن الإدمان الافتراضي.

تعريف الادمان على الانترنت :


الإدمان الافتراضي يصبح إدمانا، إذا اجتمعت العناصر التالية :
  1. الدوام على الفعل : أي أن هناك استعمال مفرط من جهة الوقت لإحدى الأدوات الافتراضية : و نخص بالذكر الاستعمال المفرط للهواتف النقالة و الانترنت و برامج الفايسبوك و الشات، و بنسبة أقل الحواسيب = إذن، هناك عامل وقت... لكن هذا ليس كافيا للتحدث عن ادمان، لأننا يمكن أن نعطي مثالا مضادا للموظف أو المهندس العامل في مجال المعلوميات، الذي يقضي الساعات الطوال أمام الحاسوب دون مشاكل و لا إدمان. 
  2. صعوبة التخلي عن الفعل و الاعتيادُ عليه : بحيث لا يستطيع المدمن التقليص من ساعات الابحار على النت أو استخدام أجهزة الألعاب الإلكترونية لفترة وجيزة، رغم محاولاته المتكررة الإقلاع عن إدمانه... و اذا حاول ذلك يحس بنوع من الضغط و الارهاق النفسي... مما يجعله غالبا يعود الى ادمانه اكثر من المرة الاولى...
  3. الفعل يسرق الكثير من الوقت : إذ لا وقت أصلا للمدمن ليقوم ما يُفتَرَض أن يقوم به في حياته اليومية خارج استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة من دراسة و عمل و اهتمامات أخرى اجتماعية و ثقافية و فنية. فالمدمن يجد صعوبة في الانسجام و التواصل مع الاسرة و الأقرباء و المعارف، و يهمل عائلته الصغيرة. كما يصبح عنده تداخل للعالم الحقيقي الذي يعيش فيه مع العالم الافتراضي بحيث يحاول تطبيق ما يراه في العالم الافتراضي على الواقع المعاش. كما أن التلميذ أو الطالب يهمل دراسته و مراجعة دروسه و انجاز واجباته المنزلية و قد يتسبب له ذلك في تراجع مردوده الدراسي. و أما الموظف أو العامل، فيهمل عمله و يعجز عن تطوير أدائه... لأن كل هؤلاء ينتهزون جميع الفرص لإشباع إدمانهم. و تلك هي التأثيرات الاجتماعية للإدمان على الأنترنت. 
  4. المدمن من المفترض أيضا أنه يستخدم كافة الوسائل المتاحة و ربما غير المتاحة لإشباع إدمانه من قبيل شراء هاتف ذكي أو حاسوب لا طاقة مادية له أو لوالديه على شرائه، أو الشراء المتكرر لبطائق شحن الهاتف أو الانترنت أو الذهاب المستمر لمقهى الانترنت، و حتى السرقة و الكذب لتبرير انغماسه في الادمان على الأنترنت.
  5. المدمن على الانترنت غالبا ما يكون على وعي بالنتائج السلبية و المخاطر التي يتسبب فيها الادمان، و أنها يمكن أن تتسبب له في مشاكل صحية (عضوية و/أو نفسية) أو مجتمعية أو مادية... و لكنه لا يستطيع المقاومة...

صعوبة ترك الابحار على النت من علامات الادمان

مشاكل الادمان على الانترنت العضوية و النفسية :


بالإضافة إلى المشاكل الاجتماعية لإدمان الانترنت، هناك تأثيرات أخرى يمكن أن يعاني  منها المدمن، و يمكن تقسيمها إلى :

تأثيرات جسدية :


كاجتفاف العينين المزمن، صداع الرأس و الشقيقة، آلام الظهر، مشاكل في النوم و الاسترخاء، نظافة جسدية غير جيدة، عدم انتظام في الأكل مما قد يتسبب في السمنة أو الهزال، آلام على مستوى المعصم نتيجة الاستعمال المفرط لأربطة الأصابع...

تأثيرات نفسية : 


  1. إذ أن المدمن يصاب بحالة من الانتشاء و الابتهاج عند استعمال الانترنت ؛ و
  2. قد يعاني أيضا من أفكار وسواسية و عادات سلوكية مرضية استعدادا للإبحار من جديد : كأنه يستعد لحادث جلل أو لجهد شاق أو لمشكل ما سيصادفه عند البدء في الابحار...
  3. قد يصاب مدمن الانترنت بالاكتئاب أو القلق النفسي المرضي، خصوصا إذا لم يتمكن من اشباع الادمان لسبب قاهر، مثلا = انقطاع أو تباطؤ صبيب الأنترنت...
  4. مع الاستخدام المتكرر للأنترنت، يحدث للمدمن نوع من استسهال وسيلة الإبحار على الشبكة حتى يصل به الأمر إلى الكشف عن أسرار و أحداث و صور شخصية أو عائلية قد تدمر حياته و حياة أسرته... و الأمثلة كثيرة على حالات و محاولات الانتحار و الابتزاز المادي و الجنسي لأشخاص سقطوا في مصيدة استسهال الشبكة العنكبوتية، مع العلم أنه إذا نشرت أي شيء – كيفما كان نوعه - على النت، فمن المستحيل التخلص منه أو مسحه... مستحيل تماما.
  5. قد يكون هناك حرج و احساس بالعار و الخجل عند المتعاطي المدمن للأنترنت لإدراكه عدم قدرته على الابتعاد على الأنترنت، و كونه أصبح نوعا ما عبدا للحاسوب أو الهاتف الذكي....

كيف نتجنب السقوط في الإدمان على الانترنت أو نتوقف عنه :


بالطبع لا يمكن الانقطاع عن استعمال وسائل التكنولوجيا الحديثة تماما، كمثل الدعوة إلى التوقف التام عن التدخين أو استهلاك المخدرات، لأن التكنولوجيا الحديثة أصبحت ضرورة حتمية - ليس للتواصل و الإخبار و اكتساب المعرفة فقط - بل أصبحت ضرورة اقتصادية و خدماتية و معيشية لا غنى للمجتمع عنها. لدى فالتركيز ينكب على التحكم في استخدام المعلوميات و ما يدور في فلكها حتى نستفيد و نفيد مع تجنب الإدمان و آثاره الوخيمة على السلوك و النفس و الجسم.

من طرق الحد أو التحكم في التعرض للإدمان الافتراضي :

المراقبة الذاتية
  1. نشر الوعي بخطورة الإدمان : و ليس فقط اكتسابه... إذ أن انتشاره يجعل من التعاطي صعبا على المدمن من جهتين = أولا لأنه هو أصبح مدركا للآثار الوخيمة التي قد يتعرض لها إذا ما استمر في إدمانه ؛ ثم لأنه إذا كان المجتمع بكامله مدركا لخطورة هذا الإدمان، فسيحاول مساعدة المدمنين على الاقلاع عليه و تحذير الآخرين من آثاره حتى لا يقعوا فريسة للإدمان مثل أقرانهم.
  2. المراقبة الذاتية : ونعني بها محاولة التحكم في أوقات ومدد الدخول على الإنترنت، والأماكن التي ندخل منها إليها، والظروف أو الملابسات التي تجعلني أستعمل الحاسوب أو الهاتف النقال... إلخ. و ينصح بشدة – خصوصا في المراحل المبكرة من محاولة الاقلاع عن الادمان – بتدوين هذه المعطيات في استمارة أو جدول معد لهذا الأمر، بالإضافة إلى مجمل الأفكار التي دارت أو تدور بخلد المدمن و الأحاسيس الذي يتبعها قبل و خلال و بعد الانتهاء من استعمال الانترنت. تخول الاستمارة للمدمن دراسة و تقييم المعطيات المدونة و تطور الحالة، كما يمكنه أن يقدمها إلى الطبيب أو الاخصائي النفسي إذا تمت استشارتهم، حتى يكون هناك تدقيق في تشخيص الحالة و حدتها.
  3. تغيير الروتين المرتبط باستعمال الأنترنت : مثل تغيير مكان الحاسوب، تغيير أوقات الدخول على الأنترنت، تغيير مقهى الأنترنت المفضل بحيث يصبح أبعد... الهدف هنا هو جعل الاتصال بالواقع الافتراضي صعبا و يتطلب جهدا إضافيا، مع الالتزام بالأمر.
  4. الالتزام بتحديد فترة الدخول على الأنترنت و الخروج مع استعمال المنبهات مثلا، حتى يكون هناك شعور بمرور الوقت، و لا تنسى نفسك.
  5. مكان الدخول على الأنترنت، اشغل نفسك بأنشطة أخرى ثقافية، رياضية، اجتماعية، فنية، عائلية، بشرط أن تكون ممتعة، مجزية، تبعث على الاسترخاء، و تحبها. الهدف هو محاولة التخفيف من الأعراض النفسية و السلوكية المرتبطة بالابتعاد عن ادمان الأنترنت.
  6. يمكن استخدام نوع من البرمجة العصبية حيث يقوم المدمن بكتابة 5 آثار سلبية للإدمان على الأنترنت، و 5 إيجابيات لتقليل استعمال الإنترنت على وريقات يقوم بتوزيعها على أماكن استراتيجية في البيت بحيث تبقى دائما تحت رؤية العين. الهدف هو مساعدة المدمن نفسه على الالتزام بالأهداف التي سطرها حتى يتخلص من الإدمان الرقمي.
  7. بالطبع، يمكن للطبيب مساعدة المدمن على الإقلاع على إدمانه عبر شرح الحالة و مساعدته نفسيا، و يمكن وصف بعض الأدوية الخاصة بحالات الاكتئاب و التوتر النفسي لمدد قصيرة

كلمة أخيرة للآباء : راقبوا أبناءكم، و لا تظنوا أنهم بخير و في أمان فقط لأنهم في المنزل... فالخطر دخل المنازل منذ زمن ليس بقصير. كما أن رؤيتكم لتكنولوجيا المعلومات ليست بالتأكيد هي رؤية أبناءكم الذين اعتادوا على هذه التكنولوجيا منذ نعومة أظافرهم لدرجة أنهم يعتبرونها جزءا لا يتجزأ من حياتهم عكس الآباء الذين تأقلموا - و هم ناضجون فكريا و نفسيا - مع الوضع الجديد بطريقة تدريجية جعلهم يضعون كلا في مكانه.

إعلان أسفل المقال