قصة حب حقيقية مؤثرة
كان هناك شاب مؤدب ورقيق يشعر بحب شديد تجاه جارته الجميلة، كان يراقبها دوماً بنظراته ولكن يمنعه خجله دوماً من الحديث معها أو السؤال عنها وعن أهلها، فى البداية أعجب بجمالها وحسنها وأعجبته أخلاقها وإحترامها. فى يوم قرر أن يذهب إلى بيت أهلها ويتقدم لخطبتها وهو فى شدة الحماس والسعادة فهو علي وشك أن يجتمع بحب عمره الذي طالما تمناه، دعاها إلى مقابلتة فى مطعم قريب من منزلهم للحديث، فى البداية كان قلقاً ومتوتراً جداً وكانت هى تشعر بالخجل الشديد، فاتت لحظات طويلة من الصمت وإكتفا الأثنين ببعض الإبتسامات الرقيقة، وجاء النادل ليقطع نظارتهما وتوترهما، طلب الولد فنجان قهوة ولكنة طلب من النادل وضع بعض الملح فى قهوتة
تعجبت البنت كثيراً من تصرفه هذا، وسألته فى خجل : لم أسمع أبداً من قبل عن شخص يشرب القهوة مع الملح، رد عليها الشاب قائلا أنه عندما كان صغيراً كان يعيش فى مكان قريب من البحر، وكان يحب هذا المكان كثيراً وبعد وفاة والديه إضطر إلى الإنتقال من هذا المكان، ولكنه ظل يشرب القهوة مع القليل من الملح لأن ذلك يذكره بملوحة البحر وبلدته ووالداه رحمهما الله، إمتلأت عيناة بالدموع وهو يحكي قصته، فترقرقت هي الأخري عينيها بالدموع، وفى قلبها حمدت الله عز وجل أنه جعل هذا الشاب من نصيبها لأنه حنون وطيب القلب، كانت دوماً تدعو الله فى صلاتها أن يرزقها الزوج الصالح طيب القلب، وقد إستجاب الله لدعائها
قصة عشق حدثت بالفعل
تمت خطبتهما وزواجهما وعاشا فى سعادة وهناء، وكانت دائما تصنع له القهوة وتضع فيها بعض الملح كما يحبها، وبعد مرور أربعين عاماً علي هذا الحال، أصاب زوجها مرض شديد وتوفاه الله، حزنت الزوجة كثيراً علي فراق زوجها، ولكنها عثرت بين أغراضه علي رسالة كتبها لها قبل وفاتة وكان نصها كالتالي : زوجتي الحبيبة، أعتذر لك لأني كذبت عليك مرة واحدة فقط، وهى القهوة المالحة فى أول لقاء بيننا، كنت متوتراً وقد قلت للنادل ملح بدلاً من السكر، وخجلت كثيراً أن أعود فى كلامي فأستمريت هكذا لمدة أربعين عاماً خوفاً من أن تحزني أو تتهميني بالكذب، ولكن بعدها قررت ألا أكذب عليك أبداً مهما حدث
وأنا أعلم الآن أن أيامي فى هذا الدنيا أصبحت معدودة وأطلب منك السماح والعذر، وأريد أن أعترف لك أنني لا أحب أبداً القهوة المالحة فطعمها غريب ومزعج، ولكني بقيت أشرب القهوة مالحة لمدة أربعين عاماً فقط من أجلك، ولم أشعر يوماً بالأسف علي ذلك، لأن وجودي معك وبقربك قد غطي فى داخلي أى عيوب أو مآسي فى هذة الحياة، حتي أنني لو يعود بي الزمن لأخترت أن أشرب القهوة مالحة طوال حياتي من جديد فقط من أجلك، وأرجو الله أن يجمعني بك فى جنات النعيم . . أغرقت دموعها الرسالة وهى تقرأ رسالتة الرقيقة
ومن يومها أصبحت تشرب القهوة مالحة وعندما يسألها أبنها عن طعم القهوة مالحة تقول له أنها علي قلبها أطعم وأطيب من السكر، فهي أجمل ذكرى لها تركها زوجها الحبيب الذى تتذكره كل صباح وهى تشرب قهوته المالحة